توحيد الله تبارك و تعالى
لا تنسوا النيّة لله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المنزّه عن الهيئة و المكان، و عن الأشباه و الزمان، لا يحلُّ في شىء ولا ينحلُّ فيه شىء وأشهد أنّ الله واحد لا شريك له، أحدٌ صمد، لم يلد ولم يولد وليس كمثله شىء، فهو موجودٌ لا كالموجودات ليس بجسمٍ لطيفٍ كالنور والظلام وليس بجسمٍ كثيفٍ كالإنسان وسائر الحيوان، ومهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك، و صلّى الله على محمّد آخر الأنبياء والمرسلين وأفضل خلق الله وأفضل الناس أجمعين من به نتوسل ونستغيث ومنه نطلب الأمداد بإذن الله،
يقول الله تبارك وتعالى:" إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُمَا دُونَ ذَلِك لِمَن
يَشَآء" سورة النساء . آية 48
وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" إنّ الله ليَغفِر لعبدِهِ ما لم يقعِ الحجابُ" قالوا: وما وقوع الحجاب يا رسول الله ؟ قال :"أن تموتَ النفسَ وهي مشركة" رواه الإمام أحمد وابن حبّان وصححه.
فيجب على البالغ العاقل الذي بلغته دعوة الإسلام أن يوحِّد الله وأن لا يشرك به شيئا، والتوحيد هو إفراد القديم من المُحدث، فالأشراك هو أكبر ذنب يقترفه العبد وهو الذنب الذي لا يغفره الله ولا يغفر الكفر بكل أنواعه، فالكفر ينقسم إلى قسمين: كفر إشراك وكفر غير إشراك
كفر الإشراك: أن يعبد الشخص غير الله، أي كمن يعبد الشمس أو القمر
كفر غير إشراك: كمن يسبُّ الله أو يكذِّب القرءان كقول إن نار جهنّم تفنى
فالكفر بجميع أنواعه لا يغفره الله أي لمن مات عليه أو وصل إلى حالة اليأس من الحياة برؤية ملك الموت وملائكة العذاب أو إدراك الغرق ونحوه فذاك ملحقٌ بالموت.
لقول الله تبارك و تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمْ
كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ". سورة محمد. آية 34
فالحاصل أنّ الكفرَ لا يُغفر إلّا بالإسلام في الوقت الذي يكون مقبولًا فيه وذلك بالنطق بالشهادتين وهي أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله أوما فى معناهما مع اعتقاد الحق والتخلى عن كل اعتقاد ينافى الإسلام.
أمّا قول الله تبارك و تعالى:" وَالفِتْنَةُ أَشَدُ مِنَ القَتْلِ". سورة البقرة. آية 191
فقد
قال ابن عبّاس رضي الله عنه:" الشرك أشد من القتل". نقله الإمام فخر الرازي
فالشرك هو أعظم الظلم لقول الله تبارك و تعالى :" إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ". سورة لقمان. آية 13
وقول الله :" وَالْكَافِرُوَنَ هُمُ الظَّالِمُونَ". آية 254 معناه أكبر الظلم هو الكفر والعياذ بالله
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى ءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين،
----------------------------------------
ادعوا أصحابكم وأقربائكم إلى علم الدّين فالدّال على الخيرِ كفاعلهِ ولا تنسوا النيّة لله تعالى
--------------------